قلم في مواجهة
البندقية: معاناة مدرسة بورين الثانوية المختلطة
في قلب قرية بورين الواقعة جنوب مدينة
نابلس، تقف مدرسة بورين الثانوية المختلطة كرمزٍ حيّ للصمود والتحدي، منذ تأسيسها
عام 1927.
بدأت المدرسة مسيرتها التعليمية في غرفة صفية واحدة، لكنها تحولت مع الزمن إلى صرح تربوي يضم أكثر من 220 طالبًا وطالبة، موزعين على الصفوف من الخامس الأساسي وحتى الثاني عشر، في الفروع العلمي، الأدبي، والزراعي. تُعد المدرسة واحدة من أقدم المدارس في المنطقة، وتمتد على مساحة 55 دونمًا، تشمل مبانيها وساحاتها الواسعة، وملعبًا لكرة القدم، وأراض زراعية تُستخدم لأغراض تعليمية، ما يجعلها من أكبر المؤسسات التعليمية مساحة في جنوب نابلس.
يقع مبنى المدرسة في منطقة مصنفة C، على مقربة من الطريق المؤدي إلى مستوطنة "يتسهار"، مما يعرضها بشكل دائم للمضايقات والاعتداءات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين. تعرضت المدرسة لعدة اقتحامات وتخريب متكرر لمرافقها، كما أن وجود برج مراقبة عسكري قريب منها يزيد من الضغط النفسي على الطلبة والمعلمين.
توجهنا في فريق speak up للمدرسة ونحن نشاهد النقطه العسكرية والجنود
يظهرون بشكل واضح ويراقبون كل ما يتحرك في محيطها وتحدثنا عن معاناة الطلبة
والكادر التعليمي مع مدير المدرسة يوسف قواريق الذي قال:"هذه النقطة العسكرية
القريبة من المدرسة هي بمثابة سرطان يتفشى في المنطقة، هدفها إخافة الطلاب وردعهم
عن مواصلة تعليمهم، لكننا متمسكون بحقنا في التعليم، وسنواصل المسيرة رغم كل
التهديدات والاعتداءات المتكررة من قوات الاحتلال."
وعند حديثنا مع بعض الطلبة رصدنا التحدي والإرادة في كلماتهم حيث أنه على الرغم من كل ما يتعرضون له إلا أنهم يصرون على التعليم والتوجه إلى المدرسة يومياً دون خوف . ورغم كل التهديدات، تُجسد مدرسة بورين إرادة الحياة. الطلاب والأهالي يرفضون فكرة الرحيل أو الاستسلام. المدرسة ليست فقط مكانًا لتلقي العلم، بل تمثل رمزًا للثبات والبقاء في الأرض. إذ يُصر الجميع على مواجهة البندقية بالقلم، متشبثين بالأمل رغم الألم.
صورة أرشيفية
يذكر أن المدرسة
تميزت بإدخال برامج تعليمية مرتبطة بالواقع المحلي، مثل الفرع الزراعي، الذي يربط
الطلاب بالأرض ويُكسبهم مهارات حياتية، إلى جانب الفرعين العلمي والأدب، كما ينخرط
الطلبة في أنشطة تطوعية تخدم مجتمعهم، وتُعزز من قيم الانتماء والتعاون.
مدرسة بورين الثانوية المختلطة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل قصة نضال
يومي، تكتب فصولها بالعلم والصبر والإصرار. في كل صباح، يثبت طلابها أن التعليم
مقاومة، وأن الطريق إلى الحرية يبدأ من مقاعد الدراسة،هذه المدرسة،بما تحمله من
تاريخ وتضحيات، تستحق أن تُروى قصتها للعالم، لتكون شاهدة على معاناة شعبٍ لا يرضى
أن يُسلَب حقه في التعلم، ويجعل من مدرسته جدارًا في وجه الظلم والاحتلال.
0تعليقات