عن موقعنا

أقسام رئيسية

أقسام فرعية

آخر الأخبار[Recent]

Shirin Zeidan( WSC)

لم تأتِ الحرب بورد ... نازحات مخيم جنين يعانين الألام في يوم المرأة العالمي

 إعداد: مايا طبنجة



تمشي الحاجه سميحه علاقمه مثقله متعبة وتبدو في قسمات وجهها حكاية آلام لا تكتبها حروف وتعب لا تصفه الكلمات وفي عينيها نظرات نحوالافق البعيد القريب تبدو بين ثناياه منازل المخيم مكسوة بلون اسود يعلوها دخان اسود لا يقل سواده عن سواد الغربان الذين حولوا البيوت الآمنة الى خراب ودمار وأجبروا ساكنيها على النزوح في رحلة نزوح هي الثانية في حياتها .وتحمل علاقمه ذات الثامنة والسبعين عاما ولديها خمسة عشر حفيدا في يدها اليمنى بعض الطعام وفي اليسرى تحمل ملابس لأحفادها الصغار اللذين يعيشون النزوح واللجوء والحرمان وهي تجد نفسها في منزل غير منزلها وفي بيئه غير بيئتها.

وبينما كانت نساء الكون تستقبل الورود في يوم المرأة العالمي، كانت نساء مخيم جنين يتبادلن ما تبقى من عبوات الماء واخبار الاحياء تحت سقف مراكز الايواء، فاليوم مر عليهن كغيره من ايام النزوح مثقلا بالوجع، محفوفا بالانتظار.

منذ أكثر من شهرين يعيش ما يزيد عن عشرين ألف نازح من مخيم جنين للاجئين، نصفهم من النساء، في مراكز ايواء مؤقتة بعد اجبارهم على النزوح قسرا من منازلهم، النساء كعادتهن وجدن أنفسهن في قلب الازمة يحملن اعباء العائلة ووجع الفقد ومسؤولية التماسك.



"صعب ... مش زي بيتنا"

لم تكن بيوت المخيم مجرد حجارة، كانت مساحات حقيقية للحياة والروتين الدافئ، تقول الحاجة سميحة والتي تعيش مع عائلتها في غرفة واحدة داخل مركز ايواء: "حريتي في بيتي مختلفة، مثلا بقدر اطبخ براحة متى ما بدي، هون في 25 عيلة والمطبخ مشترك بيننا، الوضع صعب كتير ما في خصوصية . ما في مكان زي بيتنا"

 

نساء كثيرات تحدثن عن فقدانهن للامان الشخصي، لطقوسهن اليومية، وحتى لابسط ادواتهن المنزلية، كالملاعق واكواب الشاي وذكريات متوارثة، هذا الفقد لا يعوض بسهولة، تقول ام علي وهي اما نازحة من المخيم " لا شيء هنا يشبه حياتنا في المخيم في رمضان وأيام العيد تحديدا، فلا توجد هنا جمعة الأهل ولا العادات التي اعتدنا عليها ولا شيء"

 

التماسك ... خيار لا رفاهية

ورغم الصعوبات الجمة، لا تُظهر النساء هنا ضعفًا، بل يبدو أن النزوح أعاد تعريف القوة بينهن، كل واحدة منهن تُمسك بتفاصيل الحياة المبعثرة وتحاول أن تعيد ترتيبها من تنظيم وجبات الأطفال، إلى الاهتمام بكبار السن، إلى مقاومة الانهيار النفسي، النساء هن العمود الفقري لهذا الصمود اليومي.

 

في يوم المرأة العالمي، كانت نساء جنين يكتبن حكاياتهن تحت سقف من الخيام، بلا ضجيج ولا لافتات وهن وحدهن يعرفن تمامًا، أن العطاء والصمود لا يحتاجان مناسبة، بل يحتاجان فقط قلب امرأة لا تنكسر، حتى وإن انهار كل شيء من حولها.

 

تفريغ الألم ... مساحة إنسانية يصنعها المتطوعون

في زحمة الاحتياجات اليومية داخل مراكز الإيواء، برز دور المتطوعين والمتطوعات كأيدي دعم نفسي واجتماعي للنازحين، جمعية "خطوات امل" أطلقت مبادرة دعم، استهدفت بشكل خاص النساء والأطفال.

تقول الاخصائية النفسية هنا عساف "النساء مررن بفترة صدمة لما خرجوا من بيوتهن، خلال الجلسة افرغن مشاعرهن المكبوتة بداخلهم"

وتتابع " النساء بمروا بضغوطات عديدة ويشعرن بعدم الاستقرار، وفي يوم المرأة العالمي يجب ان نقف على معاناتهم ونوفر لهن الامان"

 

حين تُمحى المناسبات تحت الرماد

يوم المرأة العالمي، كغيره من المناسبات، مرّ ثقيلًا، باهتًا على نساء جنين، لم يُعلَّق فيه شعار ولم يُكرّم فيه اسم لكنه كشف عن عمق التجربة النسوية الفلسطينية، التي لا تقاس بعدد الإنجازات بل بعدد المرات التي وقفت فيها النساء من جديد، رغم كل ما هُدم.

 

0تعليقات